كان محمد بن سيرين يكره المصافحة، فذكرت ذلك للشعبي، فقال: " كان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا تصافحوا، فإذا قدموا من سفر عانق
بعضهم بعضا ". أخرجه البيهقي في " سننه " (٧ / ١٠٠) بإسناد جيد كما قال
الحافظ ابن مفلح الحنبلي في " الآداب الشرعية " (٢ / ٢٧٢) . ويشهد له ما
أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " (٤ / ٢٨ - تحقيق صاحبنا محمد زهري
النجار) من طريق أبي غالب عن أم الدرداء قالت: " قدم علينا سلمان فقال: أين
أخي؟ قلت: في المسجد، فأتاه، فلما رآه اعتنقه ". قلت: وإسناده حسن.
فقه الحديث: يؤخذ من هذا الحديث فائدتان: الأولى: المصافحة عند التلاقي.
والأخرى: المعانقة بعد العودة من السفر. ولكل منهما شواهد عن النبي صلى الله
عليه وسلم. أما الأولى، ففيها أحاديث كثيرة معروفة من فعله صلى الله عليه
وسلم وقوله، وقد مضى بعضها في هذه " السلسلة " برقم (١٦٠ و ٥٢٩ و ٥٣٠
و٢٠٠٤ و ٢٤٨٥) . وانظر " الترغيب " (٣ / ٢٧٠ - ٢٧١) و " الآداب الشرعية "
لابن مفلح (٢ / ٢٧٧) . وأما الأخرى، ففيه حديث جابر رضي الله عنه قال: "
لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم ".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute