علي شيئا، فحبست عليه، حتى فتح الله عليه، " فغنموا الغنائم "، قال:
فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله، فأبت أن تطعمه " وكانوا إذا غنموا
الغنمية بعث الله تعالى عليها النار فأكلتها " فقال: فيكم غلول، فليبايعني من
كل قبيلة رجل، فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني
قبيلتك، فبايعته، قال: فلصقت بيد رجلين أو ثلاثة " يده "، فقال: فيكم
الغلول، أنتم غللتم، " قال: أجل قد غللنا صورة وجه بقرة من ذهب "، قال:
فأخرجوه له مثل رأس بقرة من ذهب، قال: فوضعوه في المال، وهو بالصعيد،
فأقبلت النار فأكلته، فلم تحل الغنائم لأحد من قبلنا، ذلك بأن الله تبارك
وتعالى رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا، " وفي رواية " فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند ذلك: إن الله أطعمنا الغنائم رحمة بنا وتخفيفا، لما علم
من ضعفنا ".
هذا حديث صحيح جليل، مما حفظه لنا أبو هريرة رضي الله عنه وله عنه أربع طرق:
الأولى: قال الإمام أحمد (٢ / ٣٢٥) . حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر عن
هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
.... فذكر الرواية الأولى.
وهكذا أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (٢ / ١٠) من طريقين آخرين عن الأسود
بن عامر به.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله كلهم ثقات من رجال الشيخين عدا أبا بكر وهو
ابن عياش، فإنه من رجال البخاري وحده، وفيه كلام، لا ينزل به حديثه عن
رتبة الحسن، وأحسن ما قرأت فيه قول ابن حبان في ترجمته من " الثقات "
(٢ / ٣٢٤) :