ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث عمر، أخرجه
ابن ماجه (٣٢٥٥) والبزار في " مسنده " (١١٨٥ - كشف الأستار) من طريق سعيد
بن زيد عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعا به، وزاد: " وطعام
الأربعة يكفي الخمسة والستة، وإن البركة في الجماعة ". وقال البزار: " لا
نعلمه عن عمر إلا من هذا الوجه، تفرد به عمرو بن دينار، وهو لين، وأحاديثه
لا يشاركه فيها أحد ". قلت: عمرو بن دينار هذا غير عمرو بن دينار المتقدم،
ذاك مكي وهو ثقة، وهذا بصري، وهو المعروف بـ (قهرمان آل الزبير) وهو
ضعيف كما في " التقريب "، ولذلك قال البزار: " وهو لين ". فلا أدري بعد
هذا كيف قال المنذري في " ترغيبه " (٢ / ١٤٢) : " رواه البزار بإسناد جيد "!
فلعله اختلط عليه الأمر، فظن أن عمرو بن دينار هذا هو المكي الثقة، وليس
البصري الضعيف. فقد جرى على هذا السنن في مكان آخر، وأفصح عن الوهم، فقال (
٣ / ٣٠٦) : " رواه البزار، ورجاله رجال (الصحيح) "! والبصري ليس من رجال
" الصحيح "، فهو يعني إذن المكي، فإنه من رجال الشيخين! نعم الحديث قوي
بمجموع طرقه فهو حسن على الأقل. والله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute