قلت: وهذا من أحاديثه الصالحة، فإنه لم يتفرد به، وأقر الحافظ ابن حبان
على تصحيحه، فإن له طرقا أخرى عن عائشة وغيرها كما سيأتي (٣١٥٦) . وأخرجه
مسلم (٨ / ١٦٨) من طريق يونس بن محمد: حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن
محمد ابن زياد عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت: عبث (وفي رواية: ضحك)
رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه، فقلنا: يا رسول الله! صنعت شيئا في
منامك لم تكن تفعله؟ فقال: " العجب، إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت (وفي
رواية: هذا البيت) برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف
بهم ". فقلنا: يا رسول الله! إن الطريق قد يجمع الناس؟ قال: " نعم، فيهم
المستبصر والمجبور وابن السبيل، يهلكون مهلكا واحدا، ويصدرون مصادر شتى،
يبعثهم الله على نياتهم ". وأخرجه أحمد (٦ / ١٠٥) : حدثنا أبو سعيد قال:
حدثنا القاسم بن الفضل الحداني به نحوه والرواية الأخرى له، مع اختلاف في بعض
الألفاظ، ورواية مسلم أصح، لأن يونس بن محمد - وهو أبو محمد المؤدب - ثقة
ثبت. ومخالفه أبو سعيد - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني
هاشم - صدوق ربما أخطأ. وأخرجه البخاري في " البيوع " من طريق أخرى عن عائشة
مختصرا. ويشهد له حديث ابن عمر في البخاري (٧١٠٨) ومسلم (٨ / ١٦٥) وابن
حبان (٧ / ٢١٠ / ٧٢٧١) مختصرا أيضا. وفيه الزيادة دون: " نياتهم ".