قلت: وهو ضعيف جدا،
لأن أبا المنذر الوراق - واسمه يوسف بن عطية الباهلي - متروك كما في " التقريب
"، لكن قال الهيثمي في " المجمع " (٨ / ٨٤) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
، والبزار بنحوه.. ورجال البزار رجال (الصحيح) ". كذا قال، وقد وقفت
على إسناد البزار ولفظه بواسطة " زوائد البزار " للعسقلاني (ص ٢٤٨) أخرجه من
طريق جعفر بن سليمان عن الجريري به، إلا أنه قال: " عن أبي نضرة - قال: ولا
أعلمه إلا - عن أبي سعيد.. ". فذكره مرفوعا مختصرا بلفظ: قال في خطبة خطبها
: " إن أباكم واحد، وإن دينكم واحد، أبوكم آدم، وآدم خلق من تراب ".
وقال البزار: " لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه ". قلت: وهو
صحيح، رجاله ثقات رجال الصحيح كما قال الهيثمي، لولا أنه شك الراوي بعض الشيء
في صحابيه، وذلك مما لا يضر، لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم. والله أعلم
. وللحديث شاهد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس
يوم فتح مكة، فقال: " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية
وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين
على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من التراب، قال الله: * (يا
أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى..) * إلى قوله: * (إن أكرمكم عند الله
أتقاكم إن الله عليم خبير) * ".