للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فيكون هذا أرجح، ولاسيما ومعهم زيادة، وزيادة

الثقة مقبولة كما هو مشروح في " علم المصطلح ". ومما يرجح زيادة (ذر) في

الإسناد أن شعبة قد تابع الأعمش عليها، فرواه النسائي رقم (٩٣٨ و ٩٣٩) من

طريق ابن أبي عدي، والنضر بن شميل، وأحمد في " مسائل ابنه صالح " (ص ٥٨)

عن يحيى بن سعيد، ثلاثتهم عن شعبة عن حبيب عن ذر عن سعيد عن أبيه عن أبي،

ولم يرفعاه. ومن طريق النسائي أخرجه الطحاوي، وقال: " قال النسائي: وهو

الصواب ". يعني الوقف. قلت: لكن قد رواه الثقة عن شعبة به مرفوعا، فقال عبد

بن حميد في " المنتخب من المسند " (ق ٢٧ / ١) : حدثنا مسلم بن إبراهيم -

وتابعه سهل بن حماد عند النسائي (٩٣٧) قالا -: حدثنا شعبة به عن أبي بن كعب:

أن الريح هاجت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسبها رجل، فقال: " لا

تسبها فإنها مأمورة، ولكن قل.. " فذكر الدعاء. قلت: وهذا إسناد صحيح على

شرط الشيخين، ومسلم بن إبراهيم - وهو الأزدي الفراهيدي - ثقة مأمون كما قال

الحافظ في " التقريب ". ولا يضره وقف النضر وابن أبي عدي إياه لأنه لا يقال

من قبل الرأي، فهو في حكم المرفوع، هذا من جهة. ومن جهة أخرى فقد رفعه

الأعمش في رواية الأكثرين عنه كما تقدم. أضف إلى ذلك أن له شاهدا من حديث أبي

هريرة مرفوعا، من طريقين عنه صحح أحدهما ابن حبان والحاكم والذهبي وغيرهم،

وهو مخرج في " الروض النضير " برقم (١١٠٧) ورواه أحمد أيضا في " المسائل "

(ص ٥٩) . وفي الحديث دلالة واضحة على أن الريح قد تأتي بالرحمة، وقد تأتي

<<  <  ج: ص:  >  >>