محمد بن إسحاق وهو أبو جعفر البجلي الحلواني، ترجمه
الخطيب (٥ / ٢١٢) وروى توثيقه عن جمع من الحفاظ، توفي سنة (٢٩٦) . وسعيد
بن سليمان هو أبو عثمان الواسطي الحافظ الثقة. وقد تابعه إبراهيم بن محشر:
حدثنا عبيدة بن حميد به، إلا أنه قال: " تميم ابن طرفة " مكان " تميم بن سلمة
"، لكن إبراهيم هذا فيه ضعف، قال ابن عدي في " الكامل " (١ / ٢٧٢ - الفكر)
. " له منكرات من جهة الأسانيد غير محفوظة ". أخرجه البزار (٤ / ٢١٧ - ٢١٨ /
٣٥٦٧) والبيهقي في " الشعب " (٢ / ٣٢٠ / ٢) وقال الهيثمي في " مجمع
الزوائد " (١٠ / ٢٢١) : " رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن مجشر - بالجيم -
وثقه ابن حبان وغيره، وفيه ضعف. وبقية رجاله رجال الصحيح ". قلت: ما
رأيت أحدا ذكر توثيقه عن غير ابن حبان، ومع ذلك فقد قال فيه: " يخطىء ".
فمثله لا يحتج به إذا تفرد، فكيف إذا خالف؟ فالعمدة على سعيد بن سليمان
الواسطي في صحة الحديث، وهي فائدة عزيزة استفدتها من " معجم ابن قانع "،
وكنت لما ألفت " صحيح الترغيب والترهيب " لم أورده فيه، على الرغم من قول
المنذري فيه (١ / ٢٤) : " رواه البزار بإسناد لا بأس به، لكن الضحاك بن قيس
مختلف في صحبته ". لأنني عرفت بواسطة " المجمع " أن في سند البزار ذاك الشيخ
الضعيف، ولم أكن وقفت على متابعة سعيد هذه القوية، والحمد لله على توفيقه،
وأسأله المزيد من فضله.