الشيخين ومن كبار شيوخ البخاري، وقد ذكروا أنه من العبادلة الذين
رووا عن ابن لهيعة قبل احتراق كتبه وأنه صحيح الحديث فيما رووه عنه. وقد روى
هذا بإسنادين: الأول: عن أبي قبيل عن عقبة. والآخر: عن يزيد بن أبي حبيب
عن أبي الخير عن عقبة. وهذا إسناد صحيح، لأن من فوق ابن لهيعة ثقتان من رجال
الشيخين أيضا، وأبو الخير اسمه مرثد بن عبد الله اليزني. وأما إسناده الأول
فحسن لأن أبا قبيل واسمه حيي بن هاني المعافري وثقه جماعة منهم أحمد، وضعفه
بعضهم، وقال الحافظ في " التقريب ": " صدوق يهم ". فهو حسن الحديث على
الأقل، والله أعلم. والحديث أخرجه الفسوي في " التاريخ " (٢ / ٥٠٧) وأبو
يعلى في " مسنده " (٢ / ٢٨٤ رقم ١٧٤٦ ط) والهروي في " ذم الكلام " (٢ / ٢٨
/ ١) وابن عبد البر في " جامع بيان العلم " (٢ / ١٩٣) كلهم عن عبد الله بن
يزيد به، إلا أن الهروي زاد في الإسناد بين ابن لهيعة وأبي قبيل: عقبة
الحضرمي، وهي زيادة شاذة لتصريح الجماعة في روايتهم بسماع ابن لهيعة لهذا
الحديث من أبي قبيل، ولو صحت لم تضر لأن عقبة هذا - وهو ابن مسلم التجيبي -
ثقة بلا خلاف. ثم أخرجه أحمد (٤ / ١٤٦) والطبراني في " المعجم الكبير " (
١٧ / ٢٩٦ / ٨١٦) من طريقين آخرين عن ابن لهيعة به دون ذكر عقبة الحضرمي.