والبزار (١٠٥٩ - الكشف) عن محمد بن جعفر ويحيى بن سعيد القطان، والطبراني في "
المعجم الكبير " (١٩ / ٢٦ / ٥٣) والدارمي أيضا (٢ / ١٩) عن أبي الوليد
الطيالسي، ستتهم عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد صحيح كما قال المنذري (٢ / ٨٢) ورجاله
رجال الصحيح كما قال الهيثمي (٣ / ١٩٦) ، وصححه ابن حبان وقد أخرجه (٣٦٤٥
- الإحسان) من طريق وكيع به. ثم قال (٣٦٤٤) : أخبرنا أبو يعلى: حدثنا عبيد
الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد به إلا أنه قال: " وقيامه " مكان:
" وإفطاره ". وقال ابن حبان: " قال وكيع عن شعبة في هذا الخبر: " وإفطاره
"، وقال يحيى القطان عن شعبة: " وقيامه "، وهما جميعا حافظان متقنان ".
كذا قال: وهو يشير بذلك إلى أن اللفظين محفوظان صحيحان! وأرى أن لفظ "
وقيامه " شاذ غير محفوظ، لمخالفته للفظ الذي اتفق عليه الستة وفيهم القطان: "
وإفطاره "، فاتفاقهم حجة ومن شذ عنهم فليس بحجة، وليس هو القطان كما يشعر
به كلام ابن حبان، بل هو راو ممن دونه كائنا من كان، فالاختلاف ليس بين
القطان ووكيع وإنما بين أحد المشار إليهم في رواية ابن حبان، ومن رواه عند
البزار عن القطان وفق رواية الجماعة. حتى لو فرضنا أن رواية البزار هذه خطأ
على القطان، وأن المحفوظ عنه رواية ابن حبان، فهي شاذة أيضا لمخالفته لرواية
الثقات الخمسة. وما الحديث الشاذ إلا مخالفة الثقة للثقات، بل هذه الرواية
من أحسن الأمثلة عندي للحديث الشاذ. والله سبحانه وتعالى أعلم.