" ورواته موثقون إلا الراوي عن أنس، وهو أبو طلحة
الأسدي، فليس بمعروف ". فهذا يتلقي مع قوله المتقدم فيه: " مقبول "، وقد
عرفت السبب، وهو - والله أعلم - أنه لم يقف على توثيق ابن حبان وقول الذهبي
المتقدم فيه: " صدوق ". الطريق الثانية: عن ابن أبي خالد عمن حدثه عن الربيع
بن أنس مرفوعا بلفظ: " كل بناء وبال على أهله يوم القيامة إلا مسجدا يذكر فيه
، أو بيت، وقال بيديه ". وفيه القصة باختصار مع زيادة " رحمه الله ".
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " (٣ / ٢٥ / ٢) : حدثنا عبد الرحمن بن
صالح العتكي قال: حدثنا المحاربي عن ابن أبي خالد.. قلت: وهذا إسناد رجاله
ثقات غير الذي لم يسم، وابن أبي خالد هو إسماعيل، والمحاربي اسمه عبد
الرحمن بن محمد، وقد رمي بالتدليس. وأخرجه البيهقي (١٠٧٠٧) من طريق قيس
بن الربيع عن أبي حمزة عن أنس. وأبو حمزة لم أعرفه، ويحتمل أنه جار شعبة
فقد ذكره المزي في الرواة عن أنس، وهو ثقة. الثالثة: عن عطاء بن جبلة:
حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أنس قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض طرق المدينة فإذا قبة ... الحديث نحو لفظ الطريق الأولى، وفيه
زيادة: " يرحمه الله " (مرتين) . أخرجه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " (١ /
١٣٩) . وعطاء هذا قال ابن أبي حاتم (٣ / ١ / ٣٣١) عن أبيه: " ليس بالقوي،
يكتب حديثه ". ونقله الذهبي في " الميزان "، وزاد عليه في " اللسان ": "
وقال البرذعي عن أبي زرعة: منكر الحديث ". وهذا في " سؤالاته " (ص ٣٥٠)
المطبوع. وأزيد أنا فأقول: قال الخطيب في ترجمته من " التاريخ " (١٢ / ٢٩٥
) : " وبلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد أنه قال ليحيى بن معين: ما
تقول في عطاء بن جبلة الفزاري؟ قال: ليس بشيء ". الرابعة: عن إسحاق بن أبي
طلحة عن أنس به مختصرا، وفيه زيادة: " يرحمه الله " (مرتين) .