قلت: وإسناده جيد، رجاله كلهم ثقات،
ولولا أن في (عارم) ، واسمه محمد بن الفضل السدوسي - شيخ شيخ الطبراني علي بن
عبد العزيز البغوي - كلاما في حفظه لجزمت بصحته، قال الحافظ فيه: " ثقة ثبت،
تغير في آخر عمره ". وأما قوله في (طيسلة) : " مقبول ". فإنه غير مقبول
منه، بل هو ثقة كما قال ابن معين فيما رواه ابن أبي حاتم عنه (٢ / ١ / ٥٠١)
وهو مما ذكره ابن شاهين في " ثقاته " عن يحيى، يعني ابن معين، وحكاه المزي
في " تهذيبه " (١٣ / ٤٦٧) عنه. ومع ذلك كله لم يذكره الحافظ في " تهذيب
التهذيب "، كأنه صرفه عنه اشتغاله بالرد على المزي في تفريقه بين طيسلة بن علي
الهذلي هذا، وعنه جمع من الثقات ليس فيهم زياد بن مخراق، وبين طيسلة بن
مياس السلمي، ويقال: الهذلي. روى عنه زياد المذكور، وكذا يحيى ابن أبي
كثير، وهو من الرواة عن الأول. فاستدل الحافظ بهذا وبغيره على أن الصواب
أنهما واحد، ونقله عن غير واحد من الحفاظ، وأيد ذلك بأثر أخرجه البخاري في
" الأدب المفرد " (رقم ٨) من طريق زياد بن مخراق المتقدم قال: حدثني طيسلة
بن مياس عن ابن عمر. وتابعه أيوب بن عتبة قال: حدثني طيسلة بن علي قال:
أتيت ابن عمر.. فذكره. لكنه صرح برفع الكبائر التسع إلى النبي صلى الله عليه
وسلم. أخرجه البغوي في " مسند ابن الجعد " (٢ / ١١٥٠ / ٣٤٢٦) والخرائطي في
" مساوىء الأخلاق " (١١٨ / ٢٤٧) والخطيب في " الكفاية " (ص ١٠٥) والبيهقي
في " السنن " (٣ / ٤٠٩) من طرقه عنه.