لقد وقفت على شاهده المرسل القوي
في " مصنف ابن أبي شيبة " قال (٦ / ٥٦٨ / ٢٠٦٤) : حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن
عبد الملك عن عطاء قال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. قلت
: وهذا بلاغ مرسل صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم، عبد الملك هو ابن أبي
سليمان العرزمي أحد الأئمة، وعطاء هو ابن أبي رباح التابعي الجليل، من
المكثرين عن ابن عباس وجابر وابن عمر وغيرهم من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم. فهو من أقوى المراسيل التي يستشهد بها كل العلماء محدثين وفقهاء،
كما هو مبسوط في محله. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " إبطال التحليل " (ص
٣٠) : " والمرسل صالح للاعتضاد باتفاق الفقهاء ". ولذلك علق الحديث الإمام
البخاري في " صحيحه " بصيغة الجزم، فقال (٤ / ٤٥١) : " وقال النبي صلى الله
عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم ". وخرجه الحافظ في " الفتح " عن بعض
المذكورين، وكذلك جزم بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عبد البر في "
التمهيد " (٧ / ١١٧) وابن القيم أيضا في " الإغاثة " (٢ / ٢١ و ٥٥) وحسن
إسناد أبي هريرة النووي في " المجموع " (٩ / ٣٧٦) وقواه ابن دقيق العيد في "
الإلمام " (٩٠٦ و ٩٠٧) ، وحسنه الشوكاني في " نيل الأوطار " (٥ / ٢١٦) .
إذا عرفت هذا، فقد شذ عن هؤلاء الأئمة جميعا، وعن القوة التي يأخذها الحديث
من مجموع طرقه - وبخاصة المرسل الصحيح منها - المدعو (حسان عبد المنان) في
تعليقه على " إغاثة اللهفان " لابن القيم، فجزم بضعفه، غير مبال بمخالفته
سبيل المؤمنين، فقال (٢ / ٢١) : " حديث ضعيف علقه البخاري في " صحيحه " (٤
/ ٤٥١) !