إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن عبد الرحمن بن
عائذ - رجل من أهل الشام - قال: انطلق عقبة بن عامر الجهني إلى المسجد الأقصى
ليصلي فيه، فاتبعه ناس، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: صحبتك رسول الله صلى
الله عليه وسلم، أحببنا أن نسير معك ونسلم عليك، قال: انزلوا فصلوا،
فنزلوا، فصلى، وصلوا معه، فقال حين سلم: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: " ليس من عبد يلقى الله عز وجل لا يشرك به شيئا، لم يتند بدم حرام
، إلا دخل من أي أبواب الجنة شاء ". وهذه متابعة قوية من يزيد بن هارون الثقة
الحافظ لوكيع بن الجراح، وقد خالفهما القاسم بن الوليد الهمداني في إسناده
فقال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي
الله عنه مرفوعا بنحو لفظ يزيد. أخرجه الحاكم، وأشار إلى أن الراجح الأول،
وتبعه الذهبي فقال: " قلت: الأول أصح ". وذلك لمخالفة القاسم بن الوليد
لوكيع ويزيد، وهو دونهما حفظا وضبطا، وقد قال الحافظ فيه: " صدوق يغرب "
. والحديث عند البخاري في " العلم " من حديث أنس مرفوعا به دون قوله: " لم
يتند بدم حرام "، انظر " مختصر البخاري " (٨٥) . وكذلك رواه أحمد (٢ / ٣٦١
- ٣٦٢ و ٤٢١ - ٤٢٢) من حديث أبي هريرة بزيادة، وأحمد أيضا (٤ / ٢٦٠ و ٥ /
٢٨٥) من حديث سلمة بن نعيم، وزاد: