لما نزلت آية الحجاب
ذهبت أدخل كما كنت أدخل، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " وراءك يا بني!
". أخرجه أحمد (٣ / ٢٢٧ و ٢٣٨) وأبو يعلى (٤٢٧٦) وعنه ابن السني (٣١٧)
، والطحاوي أيضا، وابن عدي في " الكامل " (٣ / ٣٢٩) . قلت: وإسناده ضعيف
، رجاله ثقات، غير سلم العلوي، فإنه ضعيف عند النسائي وغيره، وليس لتهمة
في صدقه، وإنما لقلة حديثه، فإنها لا تساعد على الحكم عليه بتوثيق أو تضعيف
كما أفصح عن ذلك ابن عدي في آخر ترجمته، ثم روى بسنده الصحيح عن ابن معين أنه
سئل عنه؟ فقال: " ثقة ". وقد خرجت له حديثا في " الضعيفة " (٤٢٥٥) ،
وإنما أوردت حديثه هذا هنا في " الصحيحة "، لأنه قد تبين لي أنه حفظه، بمجيئه
من غير طريقه. فقد روى أبو عوانة عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال: قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بني! ". أخرجه مسلم (٦ / ١٧٧)
وأبو داود (٤٩٦٤) والترمذي (٢٨٣٣) وابن أبي شيبة في " المصنف " (٩ / ٨٣ /
٦٦٠٨) وابن سعد في " الطبقات " (٧ / ٢٠) وأحمد (٣ / ٢٨٥) والبيهقي (١٠
/ ٢٠٠) . وقد روى الجعد هذا عن أنس قصة بنائه صلى الله عليه وسلم، ونزول
آية الحجاب: * (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم..
) * الآية، وفي آخرها: " قال الجعد: قال أنس بن مالك: أنا أحدث الناس عهدا
بهذه الآيات، وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ".