وهذا وإن كان إسناده واهياً لحال ابن أبي فروة والراوي عنه؛ فإن للحديث شاهداً قوياً يرويه فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة عن أبي سعيد بهذا الحديث نحوه دون ذكر (القنفذ) ، وفيه:
((خذ هذا فسيضيء أمامك عشراً وخلفك عشراً)) .
أخرجه أحمد (٣/٦٥) ، والبزار (١/٢٩٦- ٢٩٧) مطولاً؛ فيه قصة العراجين، والنهي عن البصق أمامه، ونسيان ساعة الجمعة، وقد أخرج شيئاً منه ابن خزيمة (٨٨١ و١٧٤١) ، والحاكم (١/ ٢٧٩) ، وقال:
((صحيح على شرط الشيخين)) ! ووافقه الذهبي.
وهو كما قالا؛ لولا أن فليحاً هذا فيه كلام من جهة حفظه، ولذلك لم يزد الذهبي في ((الكاشف)) على قوله فيه:
((قال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ليس بالقوي)) .
وقال الحافظ:((صدوق كثير الخطأ))
وقد تفرد- فيما علمت- بجملة نسيانه - صلى الله عليه وسلم - لساعة الإجابة يوم الجمعة، ولذلك كنت خرجتها في "الضعيفة"(١١٧٧) .
وأما روايته لقصة قتادة هذه، فإني لما وجدت لها هذه الطريق من رواية عاصم
ابن عمر عن أبيه؛ انشرح الصدر واطمأنت النفس لصحتها، فبادرت إلى إخراجها هنا؛ كمعجزة من معجزاته عليه الصلاة والسلام. وقد قال الهيثمي في حديث الترجمة (٢/ ٤١) :