بينما هو يعلمهم من أمر دينهم إذْ شَخَصَتْ أبصارهم، فقال ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد جيد؛ أبو بكر بن أبي داود- وهو السجستاني- حافظ
ابن حافظ.
وسائرهم ثقات من رجال " التهذيب ".
وهذا شاهد قوي لحديث البخاري (٧٤٣٥) عن جرير بن عبد الله قال: قال:
النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" إنكم سترون ربكم عِياناً ".
ولمَّا أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(٢/٢٩٦/٢٢٣٣) من طريق أبي شهاب الحناط (الأصل: الخياط) بسنده الصحيح عن جرير؛ قال الطبراني:
" لفظة: "عياناً " تفرد بها أبو شهاب، وهو حافظ متقن من ثقات المسلمين ".
قلت: وقد تابعه جمع على أصل الحديث دون الزيادة، ولذلك فقد كنت حكمت عليها في "ظلال الجنة"(١/ ٢٠١/ ٤٦١) بالشذوذ، والآن فقد رجعت عن ذلك لهذا الشاهد القوي، ولعله لذلك احتج به الحافظ في " الفتح "(١٣/٤٢٦) ، ولم يعله بالشذوذ. والله أعلم.
والحديث أورده السيوطي بلفظ البخاري في "الجامع الكبير"، ولم يعزه إلا للطبراني! وقد رواه غيرهما كما تراه في " الظلال ".
وفيه رد على المعتزلة والإباضية المنكرين لهذه النعمة العظيمة: رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وعلى المثبتين لها الذين تأولوها بمعنى العلم. انظر " الفتح ". *