قلت: يعني أن الصواب في الحديث عن عمرو بن يحيى عن أبيه مرسلا كما رواه مالك،
ولسنا نشك في ذلك فإن الدراوردي وإن كان ثقة من رجال مسلم فإن فيه كلاما
يسيرا من قبل حفظه، فلا تقبل مخالفته للثقة، لاسيما إذا كان مثل مالك رحمه
الله تعالى.
والحديث أخرجه الدارقطني أيضا (ص ٥٢٢) موصولا من الوجه المتقدم لكن بدون
الزيادة: " من ضار ... " ثم رأيته قد أخرجه في مكان آخر (ص ٣٢١) من الوجه
المذكور بالزيادة.
وأما حديث ابن عباس، فيرويه عنه عكرمة، وله عنه ثلاث طرق:
الأولى: عن جابر الجعفي عنه به.
أخرجه ابن ماجه (٢ / ٥٧) وأحمد (١ / ٣١٣) كلاهما عن عبد الرزاق:
أنبأنا معمر عن جابر الجعفي به.
قال ابن رجب: " وجابر الجعفي ضعفه الأكثرون ".
الثانية: عن إبراهيم بن إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة به.
أخرجه الدارقطني (٥٢٢) .
قال ابن رجب: " وإبراهيم ضعفه جماعة، وروايات داود عن عكرمة مناكير ".
قلت: لكن تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الطبراني في " الكبير " (٣ / ١٢٧ / ١)
قال: حدثنا أحمد بن رشدين المصري أنبأنا روح بن صلاح أنبأنا سعيد بن أبي أيوب
عن داود بن الحصين به، إلا أنه أوقفه على ابن عباس. لكن السند واه، فإن روح
ابن صلاح ضعيف. وابن رشدين كذبوه، فلا تثبت المتابعة.
الثالثة: قال ابن أبي شيبة كما في " نصب الراية " (٤ /٣٨٤) : حدثنا معاوية
بن عمرو حدثنا زائدة عن سماك عن عكرمة به.