دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، وفيه نسوة من الأنصار، فوعظهن وذكرهن، وأمرهن أن يتصدقن ولو من حليهن، ثم قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد حسن أو قريب من الحسن؛ للخلاف المعروف في عثمان ابن الهيثم المؤذن، فإنه مع كونه من شيوخ البخاري، فقد تكلموا فيه من قبل حفظه، قال ابن أبي حاتم (٣/١٧٢) :
"روى عنه أبي، وسألته عنه؟ فقال: كان صدوقاً؛ غير أنه بأخرة كان يتلقن ما
يُلَقَّنُ ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "(٨/٤٥٣- ٤٥٤) ، وقال:
"مات سنة عشرين ومئتين ". وقال الدارقطني:
"صدوق كثير الخطأ".
ولخص ذلك الحافظ فقال في "التقريب ":
"ثقة، تغير فصار يتلقن ".
وسكت عنه البخاري في "التاريخ الكبير"، فلعل إخراجه له في "صحيحه " كان على طريقة الاختيار والانتقاء من حديثه، فليكن حديثنا هذا من هذا القبيل، ولذلك خرجته، فإن له طريقاً أخرى:
رواه أبو نضرة: حدثني شيخ من طفاوة عن أبي هريرة به مطولاً.
رواه أبو داود وغيره، وكنت خرجته في "الإرواء"(٧/٧٣/ ٢٠١١) ، وقوّيته
هناك بشواهد من حديث أسماء بنت يزيد، وأبي سعيد الخدري، فلما وقفت على متابعة ابن سيرين هذه للطفاوي بادرت إلى تخريجها هنا؛ لعزتها وندرتها، وتأكيداً لصحة الحديث. والله أعلم.