مصعب بن سعيد المِصِّيصي قال: حدثنا عيسى بن يونس عن عوف الأعرابي عن ثُمَامة عن أنس قال:
مرَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحيِّ بني النجار، وإذا جوارٍ يضربن بالدف، يقلن:
نحن جوارٍ من بني النجارِ يا حبَّذا محمدٌ من جارِ
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ... فذكره. وقال الطبراني:
"لم يروه عن عوف إلا عيسى، تفرد به مصعب بن سعيد".
قلت: وهو صدوق، كما قال ابن أبي حاتم (٤/١/٣٠٩) عن أبيه.
وقد وثقه ابن حبان في "الثقات "(٩/١٧٥) ، وقال:
"ربما أخطأ، يُعتبر حديثه إذا روى عن الثقات وبيَّن السماع؛ لأنه كان مدلِّساً ".
قلت: قد صرح بالسماع كما ترى، ومن فوقه ثقات من رجال الشيخين، فالإسناد حسن، وإن كان ابن عدي قد تكلم في المصيصي هذا، فأورده الذهبي في "الميزان "، وتبعه الحافظ في "اللسان "، وقد فاتهما قول أبي حاتم فيه:"صدوق "! ثم إنه لم يتفرد به: خلافاً لقول الطبراني؛ فقال ابن ماجه (١/٦١٢/١٨٩٩) : حدثنا هشام بن عمار: ثنا عيسى بن يونس به، ولفظه:
"الله يعْلَمُ أني لأحِبُّكُنُّ ".
وقال البوصيري:
"إسناده صحيح، ورجاله ثقات ".
قلت: يمكن أن يقال: إنه صحيح لغيره؛ لمتابعة المصيصي إياه؛ للخلاف المعروف في هشام بن عمار؛ مع أنه من شيوخ البخاري في "صحيحه" محتجّاً به،