الشيخين؛ إلا أن البخاري إنما أخرج لسفيان بن حسين تعليقاً كما في "تقريب الحافظ "، وقال فيه:
"ثقة في غير الزهري باتفاقهم ".
قلت: وهذا عن غير الزهري كما ترى، فلا أدري لماذا اقتصر الحافظ على تحسينه فقط، وسائر رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين كما تقدم، وقد وثقهم جميعاً الحافظ في "تقريبه "؟!
وقد أخرجه الضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(٥٨/١٨٩/٢) من طريق أبي نعيم والطبراني.
(فائدة) : قال ابن عبد البر: "كانت المؤاخاة مرتين: مرة بين المهاجرين خاصة، وذلك بمكة، ومرة بين المهاجرين والأنصار".
ومن الأدلة على المؤاخاة الأولى هذا الحديث الصحيح؛ لأن الزبير وابن مسعود من المهاجرين كما هو معلوم، والظاهر أن شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- لم يقف على هذا الحديث ونحوه؛ فأنكر هذه المؤاخاة (١١/٩٩- ١٠٠) ، وقد ذكر ذلك الحافظ ابن حجر، وردَّه عليه بهذا الحديث وغيره، فراجعه.
وحديث ابن عباس أورده الهيثمي في "المجمع "(٨/ ١٧١) ، وقال:
" رواه الطبراني في " الأوسط " و" الكبير"، ورجال " الأوسط " ثقات "!
قلت: كذا قال! وفيه إشعار باختلاف إسنادي "المعجمين "، وإلا؛ لما خص "الأوسط " منهما بتوثيق رجاله، وليس كذلك؛ فقد قال فيهما: حدثنا أحمد بن يحيى الحُلْواني: ثنا سعيد بن سليمان ... *