رؤي وهو يمسح وجه فرسه بردائه، فسئل عن ذلك؟ فقال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد مرسل، بل معضل؛ فإن يحيى بن سعيد- وهو الأنصاري البخاري القاضي- لم يسمع من صحابي غير أنس؛ كما قال ابن المديني. ولهذا
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (٢٤/١٠٠) :
"هكذا الحديث في "الموطأ" عند جماعة رواته؛ فيما علمت، وقد روي عن
مالك مسنداً عن يحيى بن سعيد عن أنس؛ ولا يصح ".
ثم ساقه من طريق النَّضرِ بنِ سلمَة: حدثنا عبد الله بن عمرو الفِهري: حدثنا
مالك: سمعته يقول: سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن أنس مرفوعاً به.
قلت: سكت عنه ابن عبد البر لظهور ضعفه؛ الفهري هذا لم أعرفه.
والنضر بن سلمة: هو المروزي، كان مقيماً بمدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: بمكة.
قال أبو حاتم:
"كان يفتعل الحديث ".
واتهمه غير واحد بالكذب، فهو آفة هذا المسند.
وذكره الحافظ في "المطالب العالية " (٢/١٥٨/١٩٢٩) من رواية مُسدَّدِ عن
يحيى بن سعيد الأنصاري عن رجل قال: ... فذكره، وقال الشيخ الأعظمي
تعليقاً عليه:
"قال البوصيري: رواته ثقات "!
قلت: كيف هذا والرجل لم يُسمَّ؟! ولعله توهم أنه صحابي؛ وليس كذلك؛
فقد رواه سعيد بن منصور في "سننه " (٣٤٣٨) عن ابن عيينة، والدمياطىُّ في
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute