وأخرج الطرف الأول منه: الحارثُ بن أبي أسامة في"مسنده "(ق ٨٠/١- ٢)
بلفظ:
"رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجه فرسٍ بكمِّه ".
كذا قال:"بكمه "! وهو شاذ مخالف لرواية الحفاظ المذكورين آنفاً، ولعله
لذلك أورده الحافظ في "المطالب"(١٩٣١) ؛لكن وقع فيه:"عن أبيه"مكان قوله: "عن جرير"، وهو شاذ أيضاً، أو مجاز، وخفي ذلك على المعلق الأعظمي، فزاد
- بعد قوله:"عن أبيه "-: " [عن جده] "، وعلق عليها بقوله:
"الإضافة مني؛ لأن الحديث في "الإتحاف ": عن جرير بن عبد الله "!
فأقول: نعم، الحديث عن جرير، ولكنك بهذه الزيادة جعلت الحديث من
رواية أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبيه (وهو عمرو بن جرير) عن جده جرير، ولا أصل لرواية أبي زرعة عن أبيه عمرو في هذا الحديث ولا في غيره! فهكذا فليكن "تحقيق الأستاذ المحقق حبيب الرحمن الأعظمي "!
فلنسق الآن إسناد الحارث بن أبي أسامة لتتأكد من بطلان تلك الزيادة،
قال: حدثنا العباس بن الفضل: ثنا عبد الوارث بن سعيد: ثنا يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبيه جرير قال ...
قلت: فأنت ترى أن "جرير" بدل من "أبيه "، فليس للأب الحقيقي عمرو بن سعيد ذكر في هذا الإسناد، فقوله:"أبيه " في هذا الإسناد إما مجاز كما تقدم،
وهو ظاهر من جعله"جرير"بدلاً منه، وإما خطأ من الراوي؛ وهو شيخ الحارث: العباس بن الفضل؛ وهو الأنصاري الواقفي؛ فإنه متفق على تضعيفه، بل قال الذهبي في "الكاشف ":