لأن من المقطوع به شرعاً أن التفاضل إنما يكون بالإيمان والعمل الصالح، وليس بالحسب والنسب، فإذا كان الرجل من قبيلة مفضولة، بل ومذمومة، وآمن منها رجل؛ استحق الترحيب والثناء؛ بخلاف من كان من قبيلة ممدوحة، وكان فرد من أفرادها كافراً أو فاسقاُ؛ لم يستحق المدح، وإنما الذم والقدح:(إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ، "ومن بطأ به عمله؛ لم يسرع به نسبه "(١) .
وله شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعاُ بلفظ:
"لأسلم وغفار، وشيء من مزينة وجهينة، أو شيء من جهينة ومزينة خير
(١) رواه مسلم وغيره، وهو مخرج عندي في"صحيح الترغيب" (٦٦) .