"لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به أحمد".
قلت: وهو ثقة حافظ، وكذلك من فوقه؛ غير (رياح) - بالمثناة من تحت-،
قال أبو زرعة:
" صد وق ".
وذكره ابن حبان في "الثقات "(٦/ ٣١٠) . وقال في "الميزان ":
"رجل سوء. قاله أبو داود. قلت: هو من زهاد المبتدعة بالكوفة. روى عن مالك بن دينار. وعنه روح بن عبد المؤمن، قال أبو زرعة: صدوق وقال أبو عبيد الآجري (١) : سألت أبا داود عنه؟ قال: هو، وأبو حبيب، وحبان الجريري، ورابعة رابِعتُهم في الزندقة "!
قلت: وكذا في "اللسان " لم يزد عليه شيئأ، وإني لأرى تبايناً شاسعاً بين
قول أبي داود هذا، وقول أبي زرعة وابن حبان، ومع هذا، فإني أرى في قول أبي داود مبالغة غير محمودة، وإن كان قصده التنفير أو التحذير من بدعته التي أشار إليها الذهبي! والظاهر أنه يعني غلوَّه في الزهد والعبادة، وقد روى له أبو نعيم في "الحلية"(٦/١٩٢- ١٩٧) غرائب وعجائب، منها قوله:"سمعت مالك بن دينار يقول: لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة، ويأوي إلى مزابل الكلاب "! ونقله الذهبي في ترجمته من"السير"(٨/١٧٤) ، وسكت عنه
على خلاف عادته في مثل هذه الطامة المخالفة لهدي سيد الأنبياء والصديقين
عليه الصلاة والسلام! بل إن هذا ينافي حديثه هذا الذي جعل السعي على
(١) "سؤالات الآجري " (٣٢١/ ٣٢١) ، ووقع فيه: (وأربعة) مكان (ورابعة) ! فليصحح من هنا.