أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: يا رسول الله! أوصني، قال: ...
فذكره.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ على ضعف في حفظ شريك بن عبد الله- وهو ابن أبي نَمر المدني-؛ قال الذهبي في "المغني ":
"صدوق ". وزاد الحافظ:
"يخطىء ".
قلت: لكنه مرسل؛ فإن عطاء لم يلق معاذاً، ولذلك قال المنذري في "الترغيب "(٤/٧٥/١٤) :
"رواه الطبراني بإسناد حسن؛ إلا أن عطاء لم يدرك معاذاً، ورواه البيهقي، فأدخل بينهما رجلاً لم يسم ".
واختصر كلامه الهيثمى، فقال في "مجمع الزوائد"(١٠/٧٤) :
"رواه الطبراني، وإسناده حسن "!
قلت: فما أحسن؛ كما هو ظاهر.
وأما رواية البيهقي التي أشار إليها المنذري؛ فلم أقف عليها الآن، وقد وقفت
على طريقين آخرين عنده عن معاذ، أخرجهما في "كتاب الزهد"(٣٤٧- ٣٤٨) ، أحدهما رقم (٩٥٧) من طريق عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير رضي الله عنه قال:
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إلى اليمن، فلما حضر رحيله أتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم عليه، فقال؛ يا رسول الله! إني منطلق فعظني، فقال: ... فذكره.