وقد تابع وكيعاً: جماعةٌ من الثقات، ولكنهم قالوا: عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة ... فذكروه على الجادة.
أخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (٢/٤٣٠) ، وابن حبان في «صحيحه»
(٤/١١٦/ ٢٥٥١) عن عيسى بن يونس، والبزار في «مسنده» (١/٣٤٦/٧٢٠) عن
محاضر بن المُوَرِّعِ، كلاهما عن الأعمش به.
وخالفهم جرير بن عبد الحميد فقال: عن الأعمش عن أبي صالح ـ قال: أراه ـ
عن جابر ...
وتابعه زياد بن عبيد الله عن الأعمش به؛ لكنه لم يقل: قال: أراه ...
أخرجهما البزار (رقم ٧٢١ و٧٢٢) .
وزياد بن عبد الله: هو البكائي العامري من رجال مسلم، وجرير بن عبد الحميد
من رجال الشيخين، وفيهما كلام يسير من جهة الحفظ.
قلت: فالظاهر من مجموع ما تقدم: أن الأعمش كان يتردد في إسناده بين
أبي هريرة وجابر، وذلك مما لا يضر إن شاء الله تعالى؛ لأن كلاً منهما صحابي
جليل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(تنبيه على أوهام) :
أولاً: غفل المعلق الداراني على «موارد الظمآن» (٢/ ٣٧٨) عن أن هذا
الاختلاف مداره على الأعمش، فقال في تخريجه لحديث أبي هريرة:
«ويشهد له حديث جابر عند البزار ... » !
فجعل المشهود شاهداً، وهذا مما يدل على الحداثة في هذا العلم!