ومما يرجح رواية ابن سلمة هذه على رواية ابن أعين، أنه ابن أخت خالد بن أبي
يزيد، فهو بحديثه أعرف من ابن أعين، فروايته أرجح من روايته عند الاختلاف.
ويمكن أن يقال: إن لخالد فيه شيخين: أحدهما عبد الوهاب بن بخت، والآخر
الزهري، فكان تارة يرويه عن هذا، وتارة عن هذا، فروى كل من ابني سلمة
وأعين ما سمع منه. وكان هذا الجمع لابد من المصير إليه لولا أن في الطريق
إلى ابن أعين سعيدا الذي كان تغير، وأنهم لم يذكروا في شيوخ خالد الإمام
الزهري. والله أعلم.
وقد وجدت للحديث ثلاث شواهد دون ذكر السباحة.
الأول: عن عقبة بن عامر الجهني مرفوعا به وزاد: " فإنهن من الحق ".
أخرجه الترمذي (١ / ٣٠٨) والدارمي (٢ / ٢٠٥) وابن ماجه (٢٨١١) وأحمد
(٤ / ١٤٤، ١٤٨) من طريق عبد الله بن زيد الأزرق عنه.
وقال الترمذي: " حديث حسن صحيح ".
الثاني: عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بالزيادة.
أخرجه المخلص في " الفوائد المنتقاة " (٣ / ١٤٤ / ٢) من طريق هارون
بن عبد الله أنبأنا محمد بن الحسن قال: حدثني سليمان بن بلال عن ابن عجلان
عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عنه.
لكن محمد بن الحسن هو ابن زبالة، وهو متهم بالكذب، فلا يستشهد به.
الثالث: عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: فذكره.
أخرجه الترمذي عن محمد بن إسحاق عنه.