رواية الشاميين عنه، وهذه منها؛ لأنه عند أحمد من رواية عبد الرحمن عنه- وهو ابن مهدي-، وعند البيهقي من رواية يحيى بن أبي بكير، والأول بصري، والآخر يمامي.
ومن طريق هذا: أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف "(١١/٤٣٤/١١٦٩٣) ، والبيهقي في "الدلائل " أيضاً (٥/٤٧٢) ، وعزاه المعلق عليه لـ "مسند أحمد"(١/٣٠١) ! والرقم خطأ.
وقد توبع زهير؛ فقال أحمد (١/١٥٨) : ثنا أبو سعيد: ثنا سعيد بن سلمة ابن أبي الحسام: ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن علي الأكبر به.
(تنبيه) : من الملاحظ أنه لا اختلاف بين رواية زهير ورواية سعيد بن سلمة، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "العلل "(٢/٣٩٩/٢٧٠٥) فرقاً نقلاً عن أبي زرعة؛ وما أظن ذلك صحيحاً، فلعله وقع له خطأ في الرواية. وقد كنت أشرت في "الإرواء"(١/٣١٧) إلى هذا الفرق أو الاضطراب معزواً لابن أبي حاتم قبل أن يتيسر لي هذا التحقيق؛ فاقتضى التنبيه.
ثم إن الحديث صحيح؛ فقد جاء أكثر فقراته في أحاديث كثيرة صحيحة، فخرجته في "الإرواء"(١/٣١٥-٣١٧) .
وفقرة:"وسميت أحمد" يشهد لها أحاديث "أنا محمد، وأحمد ... " الحديث؛ وبعضها مخرج في "الروض النضير"(٤٠١ و ١٠١٧) . وأكبر من ذلك شهادة القرآن الكريم على لسان عيسى عليه الصلاة والسلام:(ومبشراً برسول الله يأتي من بعدي اسمه أحمد) .
وكذلك فقرة:"خير الأمم " يشهد لها قوله تبارك وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس ... ) الآية.