تخاليطه،
وقد رواه عن الحسن البصري، فتدل روايته هذه عنه ورواية يونس ابن عبيد عنه
على أن للحديث أصلا عن الحسن البصري، ولكن هل هو من روايته عن عتي عن أبي،
أم من روايته عن الضحاك؟ لا نستطيع ترجيح إحداهما على الأخرى لأن في الأولى
ابن جدعان، وفي الأخرى موسى بن مسعود، وكلاهما ضعيف، وإن كان ابن مسعود
أحسن حالا من ابن جدعان، فيحتمل أن تكون روايته أرجح، وقد تأكدت من ذلك حين
وقفت على من تابعه كما سبقت الإشارة إليه.
ثم إن الحسن قد عنعن الحديث في كل من الروايتين عنه، فيحتمل أن يكون شيخه
فيهما واحدا، فتعود الروايتان حينئذ إلى أنهم من طريق واحدة، وعلى هذا لم
ينشرح القلب، ولم تطمئن النفس للاعتداد بهذا الشاهد، لأن مرجعه ومرجع
المشهود له إلى طريق واحد، فلا يتقوى الحديث به، لأنه من باب تقوية الضعيف
بنفسه!
نعم للحديث شاهد آخر عن سلمان قال:
" جاء قوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألكم طعام؟ قالوا: نعم،
قال: فلكم شراب؟ قالوا: نعم، قال: فتصفونه؟ قالوا: نعم، قال:
وتبرزونه؟ قالوا: نعم، قال: فإن معادهما كمعاد الدنيا، يقوم أحدكم إلى
خلف بيته فيمسك على أنفه من نتنه ".
قال الهيثمي (١٠ / ٢٨٨) : " رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ".
قلت: فإذا كان إسناده من طريق أخرى غير طريق الحسن البصري كما آمل، فهو يصلح
شاهدا للحديث، ويتقوى به. والله أعلم.
وقد أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق سفيان عن عاصم عن أبي عثمان قال:
جاء رجل ... الحديث نحو رواية سلمان.