" لقيني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بمنكبي من ورائي قال:
أما إني أحبك، قلت: أحبك الذي أحببتني له، فقال: لولا أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: (فذكره) لما أخبرتك. قال: ثم أخذ يعرض علي الخطبة
قال: أما إن عندنا جارية، أما إنها عوراء ".
قلت: وهذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات رجال البخاري في " صحيحه " غير رباح
وهو ابن أبي معروف بن أبي سارة المكي فمن رجال مسلم، وفيه كلام لا ينزل
حديثه عن رتبة الحسن، وفي " التقريب ": " صدوق له أوهام ".
هذا: وفي نسختنا من " الأدب ": رباح عن أبي عبيد الله كما رأيت. وهو تصحيف
لا أشك فيه فإن رباح هذا يروى عن مجاهد مباشرة بلا واسطة وعنه سفيان الثوري،
فيحتمل أن يكون حرف (عن) بين رباح وأبي عبيد الله زيادة من قلم بعض النساخ
فيكون الأصل: رباح أبي عبيد الله، فإذا صح هذا فيكون أبو عبيد الله كنية رباح
هذا وهي فائدة غزيرة، حيث لم أقف على كنيته في شيء من كتب التراجم التي عندي
. والله أعلم.
وللحديث شاهد آخر من حديث أنس قال:
" كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مر رجل، فقال رجل من القوم:
يا رسول الله إني لأحب هذا الرجل، قال: هل أعلمته ذلك؟ قال: لا، فقال:
قم فأعلمه، قال: فقام إليه فقال: يا هذا والله إني لأحبك في الله، قال:
أحبك الذي أحببتني له ".
رواه أحمد (٣ / ١٤٠ - ١٤١) : حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن واقد:
حدثنا ثابت البناني حدثني أنس بن مالك. وهذا سند صحيح على شرط مسلم.
وصححه ابن حبان (٢٥١٣) من طريق