يدلس كثيرا فإذا قال: حدثنا فهو ثقة ".
قلت: وهو عند الحاكم معنعن! نعم قد قال: " حدثنا ثابت " في رواية البخاري
وابن حبان فزالت العلة، وثبت الحديث.
وقال المنذري (٤ / ٤٦) : " رواه الطبراني وأبو يعلى عن أنس، ورواته رواة
الصحيح إلا مبارك بن فضالة ".
وقال الهيثمي (١٠ / ٢٧٦) : " رواه الطبراني في " الأوسط " وأبو يعلى
والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى والبزار رجال الصحيح، غير مبارك بن فضالة،
وقد وثقه غير واحد على ضعف فيه ".
قلت: وفي " التقريب ": " صدوق يدلس ويسوي ".
وقد وجدت له متابعا قويا، إلا أنهم أعلوه، أخرجه الخطيب (٩ / ٤٤٠) :
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا عمر بن محمد بن علي الناقد حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن الحسين بن علي البجلي الصفار حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت به.
ثم ذكر الخطيب أن الصفار المذكور تفرد بحديث عبد الأعلى بن حماد هذا وإيصاله
وهم على حماد بن سلمة، لأن حمادا إنما يرويه عن ثابت عن مطرف بن عبد الله
ابن الشخير قال: كنا نتحدث أنه " ما تحاب رجلان في الله " وذلك يحفظ عنه،
فلعل الصفار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عن أنس ".
قلت: الصفار هذا قد ذكر الخطيب أنه ثقة مأمون وقد وصله، والوصل زيادة،
وهي من ثقة، فيجب قبولها. وجائز أن يكون لحماد فيه إسنادان: عن ثابت عن
أنس، وعنه عن مطرف، فكان يرويه مرة هكذا، ومرة هكذا، ولهذه أمثلة كثيرة
في الأسانيد، والعمدة إنما هو رواية الثقة، وطالما أن الصفار كذلك، فإن
حديثه حجة إذا