"٢" إسناده قوي، محمد بن إسحاق قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه، وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين غير يحيى بن عباد بن عبد الله، فقد روى له أصحاب السُّنن، وهو ثقة، وهو في "السيرة" لابن إسحاق ص ٣١١، وعنه ابن هشام في "سيرته" ٣/٩١ - ٩٢ إلى قوله: "أوجب طلحة". وأخرجه كذلك ابن أبي عاصم في "السنة" "١٣٩٨" عن أحمد بن عبدة، عن وهب بن جرير، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد ٣/٢١٨، وابن أبي شيبة ١٢/٩١، وأحمد في "المسند" ١/١٦٥، و"الفضائل" "١٢٩٠"، والترمذي "١٦٩٢" في الجهاد: باب ما جاء في الدرع، و"٣٧٣٨" في المناقب: باب مناقب طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وابن أبي عاصم "١٣٩٧"، وأبو يعلى "٦٧٠"، والحاكم ٣/٣٧٣ - ٣٧٤ و٣٧٤، والبيهقي في "السنن" ٦/٣٧٠ و٩/٤٦، والبغوي "٣٩١٥" من طرق عن إسحاق، به. وبعضهم يزيد فيه على بعض، ولم يذكر واحد منهم في الحديث قصة علي بن أبي طالب والمهراس، وقال الترمذي: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث محمد بن إسحاق، وصحَّحه الحاكم على شرطِ مُسلمٍ، ووافقه الذهبي!. وأما قصة علي بن أبي طالب والمهراس، فقد ساقها ابن إسحاق في "سيرته" ص ٣١٠ - ٣١١، وعنه ابن هشام ٣/٩٠ - ٩١ بدون إسناد. وقد روي قوله صلى الله عليه وسلم: "اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى مَنْ دَمَّى وَجْهَ رسول الله صلى الله عليه وسلم" عن ابن عباس عند أحمد ١/٢٨٨، والبخاري "٤٠٧٤" و"٤٠٧٦". وقوله: "أوجب طلحة": أي: عمل عملا أوجب له الجنة. والمهراس، قال نور الدين علي بن عبد الله السمهودي – مفتي المدينة المنورة ومؤرخها – في "وفاء الوفا" ٢/٣٧٩: مهراس: ماء بجبل أحد، قاله مبرد، وهو معروف في أقصى شعب أحد، يجتمع من المطر في نقر كبار وصغار، والمهراس اسم لتلك النقر. والدرقة: الترس من جلد بلا خشب ولا عقب.