وأخرجه أحمد ٢/٢٦١ و٤٢٩ و٥٠٤ من طرق محمدُ بن عمرٍو، عن أبي سلمة، به. وأخرجه البخاري "٥٦٨٨"، ومسلم "٢٢١٥" "٨٨" و"٨٩"، والترمذي "٢٠٧٠" في الطب: باب ما جاء في الكمأة والعجوة، والبغوي "٣٢٢٧" من طرق عن أبي هريرة. قوله: "فإن فيها شفاء من كل شيء إلا السام"، قال الخطابي: هو من العام الذي يراد به الخاص، لأنه ليس في طبع شيء من النبات ما يجمع جميع الأمور تقابل الطبائع في معالجة الأدواء بمقابلتها، وإنما المراد أنها شفاء من كل داء يحدث من الرطوبة. وقال أبوبكر ابن العربيك العسل عند الأطباء أقرب إلى أن يكون دواء من كل داء من الحبة السوداء، ومع ذلك، فإن من الأمراض ما لوشرب صاحبه العسل لتأذي، فإن كان المراد بقوله في العسل: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} الأكثر الأغلب، فحمل الحبة السوداء على ذلك أولى. وقال غيره: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصف الدواء بحسب ما يشاهده من حال المرايض، فلعل قوله في الحبة السوداء وافق مرض من مزاجه بارد، فيكون معنى قوله: "شفاء من كل داء" أي: من هذا الجنس الذي وقع القول فيه، والتخصيص بالحيثية كثير شائع، والله أعلم.