للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فِي هَذَا الْخَبَرِ بَيَانٌ وَاضِحٌ أَنَّ كَرَاهِيَةَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذِكْرَ اللَّهِ إِلَّا عَلَى طَهَارَةٍ، كَانَ ذَلِكَ لِأَنَّ الذِّكْرَ عَلَى طَهَارَةٍ أَفْضَلُ، لَا أَنَّ ذِكْرَ الْمَرْءِ رَبَّهُ عَلَى غَيْرِ الطَّهَارَةِ غَيْرُ جَائِزٍ، لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى أَحْيَانِهِ

ذِكْرُ أَسَامِي اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا اللَّاتِي يَدْخُلُ مُحْصِيهَا الْجَنَّةَ

٨٠٧ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بِعَسْكَرِ مُكْرَمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَعْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا، مِائَةً إِلَّا وَاحِدَةً (١) ، مَنْ أَحْصَاهَا (٢) دَخَلَ الْجَنَّةَ» (٣) . [١: ٢]


(١) كذا الأصل واحدة بالتأنيث، وهي رواية للبخاري (٦٤١٠) في الدعوات، وقال ابن مالك أنث باعتبار معنى التسمية أو الصفة أو الكلمة وعلى هامش الأصل ما نصه: واحداً (خ) وهي الجادة، ورواها كذلك البخاري في التوحيد.
(٢) قال البغوي في "شرح السنة" ٥/٣١: من أحصاها: قيل: أراد عدها أي لا يقتصر على بعضها، لكى يدعو الله بها كلها، ويثني عليه بجميعها:
وقل: معناه عرفها وعقل معانيها، وآمن بها، ويقال: فلان وحصاة وأصاة إذا كان عاقلاً مميزاً.
وفي بعض الروايات [هي للبخاري (٦٤١٠) ومسلم (٢٦٧٧) ] : "من حفظها دخل الجنة" وقوله (وأحصى كل شيء عدداً) أي: علم عدد كل شيء.
وقل: من أحصاها، أي: أطاقها، كقوله سبحانه (علم أن لن تحصوه) أي. تطيقوه، يقول. من أطاق القيام بحق هذه الأسامي والعمل بمقتضاها، وهو أن يعتبر معانيها، فيلزم نفسه بواجبها، كأنه إذا قال: الرزاق، وثق بالرزق، وإذا قال: الضار النافع؛ علم أن الخير والشر منه، وعلى هذا سائر الأسماء.
(٣) إسناده صحيح، وأخرجه الترمذي (٣٥٠٦) في الدعوات، عن يوسف بن حماد، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>