قوله: " أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ "، قال الحافظ: القارىء هو قتادة بن النعمان، أخرج أحمد من طريق أبي الهيثم عن أبي سعيد قال: بات قتادة بن النعمان يقرأ من الليل كله قل هو الله أحد، لا يزيد عليها ... " الحديث. والذي سمعه لعله أبو سعيد راوي الحديث لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه. قوله: " يتقالّها ": بتشديد اللام، وأصله يتقاللها، أي يعتقد أنها قليلة. وقوله: " إنها لتعدل ثلث القرآن " قال الحافظ: حمله بعض العلماء على ظاهره، فقال: هي ثلث باعتبار معاني القرآن، لأنه أحكام وأخبار وتوحيد، وقد اشتملت على القسم الثالث، فكانت ثلثاً بهذا الاعتبار، ويستأنس لهذا بما أخرجه أبو عبيدة من حديث أبي الدرداء قال: جزّأ النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن ثلاثة أجزاء، فجعل قل هو الله أحد جزءاً من أجزاء القرآن ". وقال القرطبي في " المفهم ": اشتملت هذه السورة على اسمين من أسماء الله تعالى يتضمنان جميع أوصاف الكمال لم يوجدا في غيرها من السور، وهما: الأحد، الصمد، لأنهما يدلان على أحدية الذات المقدسة، الموصوفة بجميع أوصاف الكمال. انظر " فتح الباري " ٩/٥٩-٦٢، و١٣/٣٥٧. (١) حوثرة بن أشرس ذكره المؤلف في " الثقات " ٨/٢١٥، وروى عن جماعة، وروى عنه عبد الله بن أحمد، ومسلم بن الحجاج خارج الصحيح، وأبو يعلى وغيرهم، وقد توبع عليه، وباقي رجاله ثقات، ومبارك بن فضالة قد صرح بالتحديث في =