وأخرجه أحمد ٢/٣٢٠، وأبو داود "٢٥١١" في الجهاد: باب في الجرأة والجبن، والبخاري في "التأريخ" ٦/٨-٩، والبيهقي ٩/١٧٠ من طرق عن المقرئ، بهذا الإسناد. وقد جوَّد الحافظ العراقي إسناده في "تخريج الإحياء". وأخرجه ابن أبي شيبة ٩/٩٨، وأحمد٢/٣٠٢، وأبو نعيم في "الحلية" ٩/٥٠ من طريقين عن عبد الرحمن بن مهدي، عن موسى بن عُلَي، به. قال التوربشتي: الشح بخل مع حرص، فهو أبلغ في المنع من البخل، فالبخلُ يُستعمل في الضِّنَّةِ بالمال، والشُّحُّ في كل ما يمنع النفس عن الاسترسال فيه من بذل مالٍ، أو معروفٍ أو طاعةٍ، والهلعُ أفحش الجزع، ومعناه: أنه يجزع في شحه أشد الجزع على أستخراج الحق منه، قالوا: ولا يجتمع الشُّح مع معرفة الله أبداً، فإن المانع من الإنفاق والجود خوف الفقر، وهو جهل بالله، وعدم وثوق بوعده وضمانه، ومن تحقق أنه الرزاق لم يثق بغيره. والجبن الخالع: هو الشديد، كأنه يخلع فؤاد صاحبه من شدة خوفه، والمراد به ما يعرض من أنواع الأفكار، وضعف القلب عند الخوف.