للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ اجْتِمَاعِ الْإِيمَانِ وَانْضِمَامِهِ بِالْمَدِينَةِ

٣٧٢٧ - أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ الْأَصْبَغِ بْنِ عَامِرٍ التَّنُوخِيُّ بِمَنْبِجَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَرْبٍ الطَّائِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْإِيمَانَ ليأرز١ إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها" ٢. [٢:١]


١ تصحفت في الأصل إلى: "ليأرز"، ويأرز –بفتح أوله وسكون الهمزة وكسر الراء، وقد تضم- معناه: ينضم ويجتمع.
وقوله: "كما تأرز الحية إلى جحرها" أي: أنها تنتشر من جحرها في طلب ما تعيش به، فإذا راعها شيء رجعت إلى جحرها، كذلك الإيمان انتشر في المدينة، وكل مؤمن له من نفسه سائق إلى المدينة لمحبته في النبي صلى الله عليه وسلم، فيشمل ذلك جميع الأزمنة، لأنه فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للتعليم منه، وفي زمن الصحابة والتابعين وتابعيهم للاقتداء بهم، ومن بعد ذلك للصلاة في مسجده صلى الله عليه وسلم وزيارة قبره، والتبرك بمشاهدة آثاره وآثار أصحابه.
وقال الداوودي: كان هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، والقرن الذي كان منهم والذين يلونهم، والذين يلونهم.
وقال القرطبي: فيه تنبيه على صحة مذهب أهل المدينة وسلامتهم من البدع، وأن عملهم حجة، كما رواه مالك.
قال الحافظ في الفتح ٤/١١٢: وهذا إن سلم اختص بعصر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وأما بعد ظهور الفتن وانتشار الصحابة في البلاد، ولا سيما في أواخر المائة الثانية وهلمّ جراً، فهو بالمشاهدة بخلاف ذلك.
٢ أحمد بن حرب الطائي: صدوق روى له النسائي، ومن فوقه من رجال الشيخين، إلا أن يحيى بن سليم –وهو الطائفي- قال عنه النسائي: وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر.
وأخرجه البزار ١١٨٢ عن الحسن بن يونس، عن يحيى بن سليم، بهذا الإسناد، وقال: تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله، ورواه غيره عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص، عن أبي هريرة، وهو الصواب. ونقل.....=

<<  <  ج: ص:  >  >>