وقيل: المعنى قضينا لك قضاء بيناً على أهل مكة أن تدخلها أنت وأصحابك قابلاً من الفتاحة وهي الحكومة. والحقُّ أنه يختلف باختلاف المراد من الآيات، فالمراد بقوله تعالى {إنا فتحنا لك} فتح الحديبية لما ترتب على الصلح من الأمن ورفع الحرب وتمكن من كان يخشى الدخول في الإسلام والوصول إلى المدينة منه، وتتابع الأسباب إلى أن كمل الفتح، وأما قوله {وأثابهم فتحاً قريباً} فالمراد فتح خيبر على الصحيح، لأنها التي وقع فيها مغانم كثيرة للمسلمين، وأما قوله {إذا جاء نصر الله والفتح} ، وقوله: "لا هجرة بعد الفتح" ففتح مكة باتفاق، فبهذا يرتفع الإشكال، وتجتمع الأقوال. (١) إسناده صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد ٣/١٩٧، والترمذي (٣٢٦٣) في التفسير: باب ومن سورة الفتح، عن عبد الرزّاق، بهذا الإسناد. =