قال الحافظ: كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطول، فرد عليه البراء، فقال: "بل مثل القمر" أي: في التدوير، ويحتمل أن يكون أراد مثل السيف في اللمعان والصقال، فقال: بل هو فوق ذلك، وعدل إلى القمر لجمعه الصفتين من التدوير واللمعان، وأخرج مسلم في "صحيحه" (٢٣٤٤) من حديث جابر بن سمرة: أن رجلاً قال له: أكان وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل الشمس والقمر وكان مستديراً. (١) إسناده حسن على شرط مسلم، رجاله رجال الشيخين غير سماك بن حرب، فمن رجال مسلم، ثم هو صدوق لا يرقى حديثه إلى رتبة الصحيح. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (١٩٠٤) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وسليمان بن الحسن، حدثنا عبيد الله بن معاذ، بهذا الإسناد. وهو في "زوائد المسند" ٥/٩٧. وأخرجه أحمد ٥/٨٦ و ٨٨ و ١٠٣، ومسلم (٢٣٣٩) في الفضائل: باب صفة فم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعينيه وعقبيه، والترمذي (٣٦٤٦) و (٣٦٤٧) في المناقب: باب صفة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي "الشمائل" (٨) ، والطبراني (١٩٠٣) ، والبيهقي في "الدلائل" ١/٢١١، والبغوي (٣٦٣٤) من طرق عن شعبة، به. =