وأخرجه أحمد ٣/٢٠٩ و٢٧٧ و٢٨٣، ومسلم (٢٥٥٩) (٢٤) ، وأبو يعلى (٣٢٦١) و (٣٧٧١) من طريقين عن أنس. وقوله: " ولا تدابروا " قال البغوي: معناه التهاجر والتصارم، مأخوذ من تولية الرجل دبره إذا رأى أخاه وإعراضه عنه، فأما النهي عن الهجران أكثر من ثلاث، إنما جاء في هجران الرجل أخاه لِعتْب ومَوْجِدة، أو لنبوة تكون منه، فرخص له في هذه الثلاث لقلتها، وحرَّم ما وراءها، فأما هجران الوالد الولد، والزوج الزوجة، ومن كان في معناهما، فلا يُضيِّقُ أكثر من ثلاث، وقد هجر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نساءه شهراً. هذا قول الخطابي في كتابه. قلت (القائل البغوي) : فأما هجرانُ أهل العصيان، وأهل الريب في الدين، فشرع إلى أن تزول الريبة عن حالهم، وتظهر توبتهم، قال كعب بن مالك حين تخلف عن غزوة تبوك: ونهى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن كلامنا، وذكر خمسين ليلة. (١) إسناده صحيح على شرط الصحيح. =