وأخرجه أحمد ٥/٢٤٢ من طريق عفان، والبخاري "٦٢٦٧" من طريق موسى بن إسماعيل، كلاهما عن همام بن يحيى، به. وأخرجه البخاري في الإيمان "١٢٨" باب: من خص بالعلم قوماً = = دون قوم كراهية ألا يفهموا، ومسلم في الإيمان "٣٢"، والبغوي في "شرح السُّنة" "٤٩"، من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن قتادة، به. وأخرجه أحمد ٥/٢٢٨، ٢٣٦، والطبراني في "الكبير" ٢٠/"٨٣" و"٨٤" و"٨٥" و"٧٦" و"٨٧"، من طرق عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، عن معاذ. وأخرجه عبد الرزاق "٢٠٥٤٦"، وأحمد ٥/٢٢٨، والبخاري "٢٨٥٦" في الجهاد: باب اسم الفرس والحمار، ومسلم "٣٠" "٤٩"، والطبراني ٢٠/"٢٥٤" و"٢٥٥" و"٢٥٦" و"٢٥٧"، والترمذي "٢٦٤٣" في الإيمان: باب ما جاء في افتراق هذه الأمة، والبغوي "٤٨"، من طرق عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن معاذ بن جبل، ونسبه المزي في "تحفة الأشراف" ٨/٤١١ إلى النسائي في كتاب العلم من السُّنن الكبرى. وأخرجه أحمد ٥/٢٢٩، ٢٣٠، والبخاري "٧٣٧٣" في التوحيد: باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله، ومسلم، "٣٠" "٥٠"، والطبراني ٢٠/"٣١٧" و"٣١٨" و"٣١٩" و"٣٢٠" من طرق عن أبي حصين والأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن معاذ. وأخرجه أحمد ٥/٢٣٠، والطبراني في "الكبير" ٢٠/"٢٧٣" من طريق شعبة، وابن ماجة "٤٢٩٦" في الزهد: باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة، من طريق أبي عوانة، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن معاذ. قال الحافظ ابن رجب في شرح البخاري -وهو من محفوظات الظاهرية- ونقله عنه الحافظ في "الفتح" ١١/٣٤٠، تعليقاً على رواية البخاري "قال معاذ: ألا أبشر الناس؟ قال: لا، إني أخاف أن يتكلوا" قال العلماء: يؤخذ من منع معاذ من تبشير الناس لئلا يتكلوا أن أحاديث الرخض لا تشاع شفي عموم الناس لئلا يقصر فهمهم عن المراد به، وقد = = سمعها معاذ، فلم يزدد إلا اجتهاداً، وخشية لله عز وجل، فأما من لم يبلغ منزلته، فلا يؤمن أن يقصر اتكالاً على ظاهر الخبر. وقد عارضه ما تواتر من نصوص الكتاب والسنة أن بعض عصاة الموحدين يدخلون النار، فعلى هذا، فيجب الجمع بين الأمرين، وقد سلكوا في ذلك مسالك، أحدهما: قول الزهري: إن هذه الرخصة كانت قبل نزول الفرائض وسيأتي ذلك عنه في حديث عثمان في الوضوء، واستبعده غيره من أن النسخ لا يدخل الخبر وبأن سماع معاذ لهذه كان متأخراً عن أكثر نزول الفرائض، وقيل: لا نسخ، بل هو على عمومه، ولكنه مقيد بشرائط كما ترتب الأحكام على أسبابها المقتضية المتوقفة على انتفاء الموانع، فإذا تكامل ذلك عمل المقتضي عمله، وإلى ذلك أشار وهب بن منبه بقوله المتقدم في كتاب الجنائز في شرح "أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة": ليس من مفتاح إلا وله أسنان. وقيل: المراد ترك دخول نار الشرك. وقيل: ترك تعذيب جميع بدن الموحدين، لأن النار لا تحرق مواضع السجود. وقيل: ليس ذلك لكل من وحد وعبد، بل يختص بمن أخلص، والإخلاص يقتضي تحقيق القلب بمعناها، ولا يتصور حصول التحقيق مع الإصرار على المعصية لامتلاء القلب بمحبة الله تعالى وخشيته فتنبعث الجوارح إلى الطاعة، وتنكف عن المعصية.