وأخرجه مختصرا أحمد ٤/٢٧٧، والبخاري "٧١٧" في الأذان: باب تسوية الصفوف عند الإقامة وبعدها، ومسلم "٤٣٦" "١٢٧"، وأبو عوانة ٢/٤٠، والبيهقي ٣/١٠٠ من طرق عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن النعمان بن بشير. وسيرد برقم "٢١٧٥" من طريق معاذ بن معاذ، عن شعبة، به، وبرقم "٢١٧٦" من طريق أبي القاسم الجدلي، عن النعمان بن بشيير. والقدح -بكسر القاف: ما يقطع ويقوم من السهم قبل أن يراش ويركب نصله، فإذا ريش وركب نصله، فهو حينئذ سهم، والجمع قداح. وقوله: "أو ليخالفن الله بين وجوهكم" قال ابن الأثير: يريد أن كُلاًّ منهم يَصْرِفُ وجْهه عن الآخر، ويوقع بينهم التَّباغُض، فإنَّ إقْبال الوَجْه على الوَجْه من أثر المَودَّة والأُلْفَة، وقيل: أراد بها تَحْويلَها إلى الأدْبار، وقيل: تغيير صُورِها إلى صُور أخْرى. قلت: ويؤيد التأويل الأول قوله في رواية أخرى: "سووا صفوفكم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"، أي: إذا تقدم بعضكم على بعض في الصفوف تأثرت قلوبكم، ونشأ بينكم الخلف.