وأخرجه البخاري "٥٠٦٠" في فضائل القرآن، والطبراني "١٦٧٣"، والبغوي في "شرح السنة" "١٢٢٤"، من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل السدوسي، حدثنا حماد بن زيد بهذا الإسناد، وأبو عمران الجوني: اسمه عبد الملك. وأخرجه أحمد ٤/٣١٢، والبخاري "٥٠٦١" و "٧٣٦٤" من طريق عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن أبي عمران الجوني به. وأخرجه البخاري "٧٣٦٥"، ومسلم "٢٦٦٧" "٤"، من طريق عبد الصمد، والدارمي ٢/٤٤٢ عن يزيد بن هارون، كلاهما عن همام، عن أبي عمران الجوني، به. وأخرجه الدارمي ٢/٤٤١ من طريق أبي النعمان، حدثنا هارون الأعور، عن أبي عمران، به. وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٥٢٨، والدارمي ٢/٤٤٢، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة، عن أبي عمران، به. وأخرجه مسلم "٢٦٦٧" من طريق الحارث بن عبيد، عن أبي عمران، ومن طريق أبان عن أبي عمران، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" "١٦٧٤" و"١٦٧٥" من طريق هارون النحوي، والحجاج بن الفرافصة، عن أبي عمران، به. ومعنى الحديث: اقرؤوا القرآن ما اجتمعت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم في فهم معانيه، فتفرقوا لئلا يتمادى بكم الاختلاف إلى الشر، قال القاضي عياض فيما نقله عنه ابن حجر في " الفتح" ٩/١٠١: يحتمل أن يكون النهي خاصاً بزمنه صلى اللَّه عليه وسلم لئلا يكون ذلك سبباً لنزول ما يسؤوهم كما في قوله تعالى {لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ويحتمل أن يكون المعنى: اقرؤوا والزموا الائتلاف على ما دل عليه وقاد إليه، فإذا وقع الاختلاف أو عرض عارض شبهة تقتضي المنازعة الداعية إلى الافتراق، فاتركوا القراءة وتمسكوا بالمحكم الموجب للألفة، وأعرضوا عن المتشابه المؤدي إلى الفرقة، وهو كقوله صلى اللَّه عليه وسلم: "فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاحذروه". وقال المناوي في "فيض القدير" ٢/٦٣: اقرؤوا القرآن وداوموا على قراءته ما ائتلفت، أي: ما اجتمعت عليه قلوبكم، أي: ما دامت قلوبكم تألف القرآن. يعني: اقرؤوه على نشاط منكم وخواطركم مجموعة، فإذا اختلفتم فيه بأن مللتم، أو صارت قلوبكم في فكرة شيء سوى قراءتكم، وحصلت القراءة بألسنتكم مع غيبة قلوبكم، فلا تفهمون ما تقرؤون، فقوموا عنه، أي: اتركوه إلى وقت تعودون في محبة قراءته إلى الحالة الأولى، فإنه أعظم من أن يقرأه أحد من غير حضور قلب ونقل عن الزمخشري قوله: ولا يجوز توجيهه بالنهي عن المناظرة والمباحثة فإنه سد لباب الاجتهاد، وإطفاء لنور العلم، وصد عما تواطأت العقود والآثار الصحيحة على ارتضائه والحث عليه، ولم يزل الموثوق بهم من علماء الأمة يستنبطون معاني التنزيل، ويستثيرون دقائقه، ويغوصون على لطائفه، وهو ذو الوجوه، فيعود ذلك تسجيلاً له ببعد الغور؛ واستحكام دليل الإعجاز؛ ومن ثم تكاثرت الأقاويل، واتسم كل من المجتهدين بمذهب في التأويل. وقال المناوي: وبه يعرف أنه لا اتجاه لزعم تخصيص النهي بزمن المصطفى صلى اللَّه عليه وسلم لئلا ينزل ما يسوؤهم.