وقد سلك الداوودي طريقة الجمع، فقال: لعلهم كتبوا مرَّاتٍ في مواطن. وجمع بعضهم بأن المراد بالألف وخمس مئة جميع من أسلم من رجل وامرأة وعبد وصبي، وبما بين الست مئة إلى السبع مئة الرجال خاصة، وبالخمس مئة المقاتلة خاصة. وجمع بعضهم بأن المراد بالخمس مئة المقاتلة من أهل المدينة خاصة، وما بين الست مئة الى السبع مئة هم ومَنْ ليس بمقاتل، وبالألف وخمس مئة هم ومَنْ حولهم من أهل القرى والبوادي. قال الحافظ: ويخدش في وجوه هذه الاحتمالات كلها اتحادُ مخرج الحديث، ومداره على الأعمش بسنده واختلاف أصحابه عليه في العدد المذكور. والله أعلم. وقولى: "أحصوا"، الإِحصاء: العد والحفظ، وأحصى الشيء: أحاط به، وهو أعم من الكتابة، وقد يفسر "أحصوا" باكتبوا.