للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَمَّا يَجِبُ عَلَى الْمَرْءِ مِنْ تَعُوُّدِ نَفْسِهِ أَعْمَالَ الْخَيْرِ فِي أَسْبَابِهِ

٣١٠ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خَلِيلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قَالَ:

سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْخَيْرُ عَادَةٌ، وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ، مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدين" ١.


١ إسناده حسن، وأخرجه ابن ماجة "٢٢١" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والطبراني في "الكبير" ١٩/ "٩٠٤"، وابن عدي في "الكامل" ٣/١٠٠٥، من طريق هشام بن عمار، بهذا الإسناد، إلا أنه ورد عند ابن عدي: روح بن جناح، بدل أخيه مروان بن جناح.
وأخرجه الطبراني ١٩/ "٩٠٤" أيضاً من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي وسليمان بن أحمد الواسطي، عن الوليد بن مسلم،
به.
قال البوصيري في "زوائد ابن ماجة" ورقة ١٦: رواه ابن حبان في "صحيحه" من طريق هشام بن عمار، فذكره بإسناده ومتنه سواء، والجملة الثانية في "الصحيح" من حديث معاوية من طريق الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عنه..
وقوله " الخير عادة والشر لجاجة" أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" "٢٢١٥"، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" ٥/٢٥٢، وفي "تاريخ أصبهان" ١/٣٤٥، وابن أبي عاصم في كتاب "الصمت" "١٠٠"، وأبو الشيخ في "الأمثال" "٢٠"، والقضاعي في "مسند الشهاب" " ٢٢"، من طرق عن الوليد بن مسلم، به.
وقوله: "الخير عادة" قال المناوي: لعود النفس إليه وحرصها عليه من أجل الفطرة. قال الغزالي: من لم يكن في أصل الفطرة جواداً مثلاً،
فيتعود ذلك بالتكلف، ومن لم يخلق متواضعاً يتكلفه إلى أن يتعوده، وكذلك سائر الصفات يعالج بضدها إلى أن يحصل الغرض.. وأكثر
ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع؛ "والشر لجاجة": لما فيه من العوج وضيق النفس والكرب، واللجاج أكثر ما تستعمل في المراجعة في الشيء المضمر بشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة، ويسمى فاعله لجوجاً، كأنه أخذ من لجة البحر وهي أخطر ما فيه، فزجرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عادة الشر بتسميتها لجاجة، وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق.

<<  <  ج: ص:  >  >>