وقوله " وعليكم بالمعدية "، أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (١٩٩٩٤) عن عمر، عن قتادة أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى وفيه " وتمعددوا "، قال أبو عبيد في " غريب الحديث " ٣/٣٢٧: تمعددوا: تشبهوا بعيش معد، وكانا أهل قشف، وغلظ في المعاش، يقول: فكونوا مثلهم، ودعوا التنعم وزي العجم، وهكذا هو في حديث آخر " عليكم باللبسة المعدية " قلت: وإنما نهاهم عن التنعم، لأن في التنعم اللين والطراوة، ثم الضعف والذلة. وقال الزمخشري في " الفائق " ٣/١٠٦: التمعدد: التشبة بمعدّ في قشفهم وخشونة عيشهم، واطِّراح زي العجم وتنعمهم وإيثارهم لِلَيان العيش، وعنه (أي عن عمر) رضي الله عنه " عليكم باللُّبسة المعدّية "، وبتمعددوا استدلّ النحويون على أصالة الميم في معد وأنه فعل لا مفعل، وقيل: التَّمعدُد: الغلظ، يقال للغلام إذا شبَّ وغلُظَ: قد تمعدد قال: ربَّيتُه حتى إذا تَمعدَدَا قلت: والمرفوع من الحديث تقدم برقم (٥٤٢٤) و (٥٤٤١) .