للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَهْلًا يَا عُمَرُ، فَإِنَّ مِنْهُمْ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ: مِنْهُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، يخوض في الجنة بعرجته" "١". [٣: ٨]


"١"إسناده جيد. موسى بن إبراهيم بن كثير روى عنه جمع، وذكره المؤلف في "الثقات" وحديثه عند الترمذي، وابن ماجة، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" وباقي السند ثقات: ولم أجد هذا الحديث من رواية جابر عند غير المصنف، وهو في "المسند" من حديث أبي قتادة، فقد أخرجه ٥/٢٩٩ عن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: حدثنا أبو صخر حميد بن زياد أن يحيى بن النضر حدثه عن أبي قتادة أنه حضر ذلك، قال: أتى عمرو بن الجموح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن قاتلت في سبيل الله حتى أقتل، أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنة؟ وكانت رجله عرجاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم" فقتل أحد هو وابن أخيه ومولى لهم، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة ... ".
وقال الهيثمي: "المجمع" ٩/٣١٥ ونسبه إلى أحمد: رجاله رجال الصحيح غير يحيى بن النضر الأنصار، وهو ثقة، وحسن الحافظ ابن حجر إسناده في "الفتح" ٣/٢١٦.
قلت: وقوله: "ابن أخيه" قال ابن عبد البر في "التمهيد": ليس هو ابن أخيه، وإنما هو ابن عمه، قال الحافظ: وهو كما قال، فلعله كان أسن منه. قلت: ذكر ابن إسحاق أن عمرو بن الجموح كان سيدا من سادات بني سلمة وشريفا من أشرافهم، وكان قد اتخذ في داره صنما من خشب يعظمه. فلما أسلم فتيان بني سلمة منهم ابنه معاذ، ومعاذ بن جبل كانوا يدخلون على صنم عمرو، فيطرحونه في بعض حفر بني سلمة، فيغدو عمرو، فيجده منكبا لوجهه في العذرة، فيأخذه ويغسله ويطيبه، ويقول: لو أعلم من صنع هذا بك، لأخزيته، ففعلوا ذلك مرارا، ثم جاء بسيفه وعلقه عليه، وقال: إن كان فيك خير، فامتنع، فلما أمسى أخذوا كلبا ميتا، فربطوه في عنقه، وأخذوا السيف، فأصبح، فوجده كذلك، فأبصر رشده، فأسلم، وقال في ذلك أبياتا منها:
تالله لو كنت إلها لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر في قرن
قلت: وروى البخاري في "الأدب المفرد" "٢٩٦" وغيره من طريق حجاج الصواف عن أبي الزبير حدثنا جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة؟ " قلنا: الجد بن قيس على أنا نبخله، قال: "وأي داء أدوأ من البخل" بل سيدكم عمرو بن الجموح".
قال: وكان عمرو يولم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج. وسنده حسن وانظر "سير أعلام النبلاء" ١/٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>