للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الاهتزاز: هو الاستبشار والسرور، يقال: إن فلانا يهتز للمعروف، أي يستبشر ويسر به، وذكر ما يدل عليه من الكلام والشعر، قال: وأما العرش، فعرش الرحمن على ما جاء في الحديث، ومعنى أن حملة العرش الذين يحملونه، ويحفون حوله، فرحوا بقدوم روح سعد عليهم، فأقام العرش مقام من يحمله ويحف به من الملائكة كما قال صلى الله عليه وسلم: "هذا جبل يحبنا ونحبه" يريد أهله، كما قال عز وجل: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} يريد أهلها، وقد جاء في الحديث: "وإن الملائكة تستبشر بروح المؤمن، وإن لكل مؤمن بابا في السماء يصعد فيه عمله، وينزل منه رزقه، ويعرج فيه روحه إذا مات".
وكأن حملة العرش من الملائكة فرحوا واستبشروا بقدوم روح سعد بن معاذ عليهم لكرامته وطيب رائحته، وحسن عمله صاحبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اهتز عرش الرحمن تبارك وتعالى" والله أعلم.
وقال البغوي في "شرح السنة" ١٤/١٨٠: قوله: اهتز، أي: ارتاح بروحه حين صعد به، قيل: أراد الاهتزاز: السرور والاستبشار، ومعناه أن حملة العرش فرحوا بقدوم روحه، فأقام العرش مقام من حمله، كقوله: "هذا جبل يحبنا ونحبه"، أي: أهله.
قلت: "القائل هو: البغوي" والأولى إجراؤه على الظاهر، وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: "أحد جبل يحبنا ونحبه" ولا يمكر اهتزاز ما لا روح فيه بالأنبياء والأولياء، كما اهتز أحد وعليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر عثمان، وكما اضطربت الأسطوانة على مفارقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>