للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنِ مَالِكٍ، فَقَالَ لِي: مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أَنَا وَاقِدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، قَالَ"١": إِنَّكَ بِسَعْدٍ لَشَبِيهٌ، ثُمَّ بَكَى فَأَكْثَرَ الْبُكَاءَ، قَالَ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى سَعْدٍ، كَانَ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ وَأَطْوَلِهِمْ، ثُمَّ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا إِلَى أُكَيْدِرِ دُومَةَ، فَأَرْسَلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحبة دِيبَاجٍ مَنْسُوجٌ فِيهَا الذَّهَبُ"٢"، فَلَبِسَهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، أَوْ جَلَسَ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ، ثُمَّ نَزَلَ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْمَسُونَ الْجُبَّةَ، وَيَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَعْجَبُونَ مِنْهَا"؟ قَالُوا: مَا رَأَيْنَا ثَوْبًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مما ترون" "٣". [٣: ٨]


"١"من قوله: "دخلت على أنس" إلى هنا ساقط من الأصل، واستدرك من "التقاسيم" ٢/لوحة ٣٩٠.
"٢" في الأصل "ديباجا منسوج فيه الذهب" والمثبت من "الفضائل" ولفظ "المصنف": "بحلة من ديباج منسوج فيها الذهب"، ولفظ الترمذي: "جبة من ديباج منسوج فيها الذهب"، لفظ "الطبقات" "بحبة من ديباج منسوجا بالذهب" ولفظ النسائي: "بحبة ديباج منسوجة فيها الذهب".
"٣" إسناده حسن، رجاله ثقات رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو –وهو ابنُ عَلقمه الليثيِّ - وهو حسن الحديث صدوق، وحديثه في "الصحيحين" مقرون.
وأخرجه أحمد في "الفضائل" "١٤٩٥"، وابن سعد ٣/٤٣٥ - ٤٣٦ عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/١٤٤، والترمذي "١٧٢٣" في اللباس: باب رقم "٣"، والنسائي ٨/١٩٩ في الزينة: باب لبس الديباج المنسوج بالذهب. من طرق عن محمد بن عمرو، به. وقال الترمذي: حديث صحيح. وأكيدر دومة: هو ابن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل مدينة بين الشام والحجاز قرب تبوك ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسل إليه سرية مع خالد بن الوليد، ثم إنه أسلم، وأهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فوهبها لعمر، وتعقب ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" ١/١٣٥، فقال: إنما أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وصالحه، ولم يسلم، وهذا لا خلاف فيه بين أهل السير، وأما من قال: إنه أسلم، فقد أخطأ خطأ ظاهرا، بل كان نصرانيا، ولما صالح النبي صلى الله عليه وسلم، عاد إلى حصنه، وبقي فيه، ثم إن خالد بن الوليد أسره في أيام أبي بكر، فقتله كافرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>