وأخرجه البخاري "٥٠٠٣" في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومسلم "٢٤٦٥" "١٢٠"، وأبو يعلى "٢٨٧٨" من طريق همام، عن قتادة، به. وأخرجه أبو يعلى مطولاً "٢٩٥٣"، والبزار "٢٨٠٢" من طريق سعيد، عن قتادة، به. وفيه: وقالت الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت ... وذكره الهيثمي في "المجمع" ١٠/٤١، وقال: رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح. وأخرجه البخاري "٥٠٠٤" عن معلى بن أسد، عن عبد الله بن المثنى، عن ثابت البناني وثمامة، عن أنس. قلت: وأبو زيد هذا قال أنس: هو أحد عمومتي، واختلفوا في اسمه، فقيل: أوس، وقيل: ثابت بن زيد، وقيل: معاذ، وقيل: سعد بن عبيد، وقيل: قيس بن السكن بن زعوراء بن حرام الأنصاري، ويرجح هذا الأخير قول أنس: "أحد عمومتي"، فإنه من قبيلة حرام، ذكره موسى بن عقبة فيمن شهداً بدراً، وفيمن استشهد يوم جسر أبي، عبيد الله ولم يدع عقباً. انظر "الإصابة" ٣/٢٤٠ و ٤/٧٨. وقول أنس هذا لا مفهوم له، فلا يلزم أن لا يكون غيرهم جمعه، فقد ذكر أبو عبيد القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعد من المهاجرين الخلفاء الأربعة، وطلحة وسعداً، وابن مسعود، وحذيفة، وسالماً، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة، ومن النساء: عائشة، وحفصة، وأم سلمة، وعد ابن أبي داود في كتاب "الشريعة" من المهاجرين أيضاً: تميم بن أوس الداري، وعقبة بن عامر، ومن الأنصار: عبادة بن الصامت، ومعاذاً الذي يكنى أبا حليمة، ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد وغيرهم، وصرح بأن بعضهم إنما جمعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم. انظر "فضائل القرآن" ص ٤٦-٤٧ لابن كثير، و "فتح الباري" ٩/٥٢.